تعتبر المدارس ورياض الأطفال بيئة خصبة لـ انتشار العدوى بين الأطفال، وذلك بسبب التفاعل المستمر بينهم وتقاسمهم للأدوات والألعاب والأماكن المشتركة.
هذا الانتشار السريع للعدوى يمثل تحديًا كبيرًا للصحة العامة، ويؤثر على قدرة الأطفال على التعلم والنمو بشكل طبيعي، وهنا ستساعد الإجراءات اليومية في الحفاظ على صحة الأطفال من خلال تقليل انتشار العدوى في البيئة المدرسية.
يرجع انتشار العدوى في المدارس إلى استخدام الأشياء المشتركة، والاتصال الوثيق مع الآخرين، ولعب الطلاب معًا عن كثب، ونقص روتين التنظيف والتطهير والإمدادات، ونقص التهوية المناسبة، هيا بنا أولًا نعرف ما هي أنواع العدوى المحتملة في المدارس وكيفية الوقاية منها!
يمكن لأكثر من 200 فيروس أن تسبب العدوى التي نعرفها باسم "نزلات البرد"، وتشمل الأعراض حمى وانخفاض درجة الحرارة واحتقان الأنف والتعب والصداع ودموع العين وحكة الحلق والسعال.
نزلات البرد هي فيروس شائع لدى الأطفال أكثر من البالغين، في حين أن الشخص البالغ العادي يصاب بنزلات برد من 2 إلى 4 مرات في السنة، إلا أن الأطفال في سن المدرسة يصابون في المتوسط من 6 إلى 8 نزلات برد في السنة، ويمكن أن يصاب الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين بما يصل إلى 10 نزلات برد في السنة!
يمكن أن تنتشر الفيروسات التي تسبب نزلات البرد الشائعة من خلال الرذاذ التنفسي أو عن طريق الاتصال المباشر بالجسيمات الفيروسية، ولتقليل انتشار العدوى يجب على المعلمين والطلاب تنفيذ طرق الوقاية من العدوى في المدارس.
التهاب الملتحمة، المعروف أيضًا باسم العين الوردية، هو عدوى شائعة يلتقطها العديد من الأطفال في رياض الأطفال والمدارس، وتحدث هذه الحالة عندما تصاب الملتحمة (الغشاء الشفاف الذي يبطن مقلة العين والجفون الداخلية) بالعدوى أو الالتهاب.
في حين أن الحساسية والبكتيريا يمكن أن تسبب التهاب الملتحمة، فإن التهاب الملتحمة الفيروسي هو العدوى الفيروسية الأكثر شيوعًا لدى الأطفال، حيث يمثل 80% من الحالات.
نظرًا لأنه شديد العدوى، يمكن أن ينتشر التهاب الملتحمة في المدارس بسرعة من طالب إلى آخر، لذلك، من المهم أن يغسل الأطفال أيديهم بشكل متكرر وأن يتم تطهير الأسطح الصلبة، بما في ذلك المكاتب ومقابض الأبواب والألعاب البلاستيكية، بشكل متكرر.
التهاب الحلق العقدي هو عدوى بكتيرية تسببها البكتيريا العقدية المقيحة من المجموعة أ، وتشمل أعراض التهاب الحلق العنقودي الحمى والإفرازات على اللوزتين وتضخم الغدد اللمفاوية في الرقبة والتهاب الحلق.
التهاب الحلق العقدي هو الأكثر شيوعًا عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و15 عامًا، ونادرًا ما يصيب الأطفال دون سن 3 سنوات ونادرًا ما يسبب سيلان الأنف أو السعال.
إذا كان طفلك يعاني من أعراض العقدية، فمن المهم طلب العناية الطبية الفورية لأن العقدية يمكن أن تؤدي إلى مشاكل في القلب والكلى -لا قدر الله- إذا تُركت دون علاج.
يمكن أن يسبب التهاب المعدة والأمعاء، المعروف باسم "إنفلونزا المعدة"، تقلصات في البطن، وغثيان، وقيء، وإسهال، وحمى، ويحدث عادةً بسبب الفيروسات التي تصيب الجهاز الهضمي وتؤدي إلى التهابه.
نظرًا لأن التهاب المعدة والأمعاء هو عدوى فيروسية شديدة العدوى عند الأطفال، فمن المهم أن يغسل الأطفال أيديهم بشكل متكرر، وخاصةً بعد الذهاب إلى الحمام وقبل تناول الطعام، ويجب على أي شخص يعاني من أعراض التهاب المعدة والأمعاء البقاء في المنزل حتى تختفي أعراضه.
وبالرغم من أن معظم حالات التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي تختفي من تلقاء نفسها في غضون 72 ساعة، إلا أنه من المهم ملاحظة أن الأطفال الذين يعانون من أعراض طويلة الأمد، أو آلام في البطن، أو حمى مرتفعة، أو علامات الجفاف يحتاجون إلى عناية طبية عاجلة.
يمكن لأكثر من 100 سلالة من الإنفلونزا أن تسبب العدوى التي نسميها "الإنفلونزا"، لذلك تمت الموافقة على لقاحات الإنفلونزا للأطفال من سن 6 أشهر وما فوق، وهي واحدة من أكثر الطرق فعالية لمنع الأطفال من الإصابة بالإنفلونزا.
إذا ظهرت على طفلك أعراض الإنفلونزا، بما في ذلك الحمى والصداع والقيء أو الإسهال وآلام الجسم والتعب، فيجب أن يبقى في المنزل حتى يتعافى من الأعراض.
مرض اليد والقدم والفم (HFMD) هو فيروس شائع لدى الأطفال، يصيب عادةً الأطفال دون سن 5 سنوات، على الرغم من أنه يمكن أن يصيب أي شخص في أي عمر.
الأعراض الرئيسية لمرض اليد والقدم والفم هي الحمى والتهاب الحلق والقروح في الفم واليدين والقدمين، وعادةً ما تكون الأعراض خفيفة وتختفي من تلقاء نفسها في غضون 7 إلى 10 أيام.
يعد مرض اليد والقدم والفم شديد العدوى ويمكن أن ينتشر بسهولة في دور الحضانة أو المدارس، يعد منع انتشار العدوى في المدارس، مثل تنظيف الأسطح وغسل اليدين، أمرًا ضروريًا لوقف انتشار مرض اليد والقدم والفم.
يعد الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) عدوى فيروسية شائعة أخرى عند الأطفال تسبب أعراضًا تنفسية مشابهة لنزلات البرد الشائعة، حيث يصاب معظم الأطفال بفيروس المخلوي التنفسي مرة واحدة على الأقل قبل بلوغهم عامين.
عادةً ما تكون الأعراض خفيفة ويمكن علاجها بالعلاجات المنزلية، ولكن يمكن أن يكون الفيروس المخلوي التنفسي أكثر شدة عند الأطفال دون سن 12 شهرًا أو أولئك الذين يعانون من ضعف المناعة.
يمكن أن يؤدي تحسين جودة الهواء إلى تقليل عدد الجراثيم في الهواء عن طريق زيادة تدفق الهواء أو تنظيف الهواء، حيث يمكن أن يقلل الهواء النظيف من احتمالية انتشار العدوى، وخاصةً الفيروسات التنفسية، وتتضمن الاستراتيجيات التي يمكن تنفيذها للحصول على هواء أنظف ما يلي:
يمكن للمدارس اتباع إجراءات التنظيف والتطهير والتعقيم الروتينية، وعادةً ما يعني هذا التنظيف والتطهير اليومي للأسطح والأشياء التي يتم لمسها كثيرًا، مثل المكاتب، وأسطح العمل، ومقابض الأبواب، ولوحات مفاتيح الكمبيوتر، وأدوات التعلم العملي، والصنابير، والهواتف، والألعاب.
يمكن أن يساعد غسل اليدين في المدرسة في منع انتشار العدوى مثل عدوى الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، يمكن أن يؤدي تعليم وتعزيز غسل اليدين الصحيح إلى تقليل خطر انتشار العدوى، ويمكن للمدارس وضع روتين خاص لغسل اليدين طوال اليوم.
خلال أوقات انتشار العدوى يمكن للمدارس تقييم روتين نظافة اليدين وزيادة هذه الفرص، كما يمكن توفير إمدادات غسل اليدين الكافية (مثل الصابون والماء والمناشف الورقية) في متناول الطلاب بسهولة، ويفضل غسل اليدين بالماء والصابون لأنه يقلل من كمية جميع أنواع الجراثيم والأوساخ والمواد الكيميائية على اليدين.
وإذا لم يتوفر الصابون والماء، فيمكن توفير معقم اليدين الذي يحتوي على 60% كحول على الأقل، لكن يجب تخزين معقم اليدين بعيدًا عن أنظار الأطفال الصغار ولا يُسمح باستخدامه إلا تحت إشراف الكبار للأطفال دون سن 6 سنوات.
يمكن للمدارس تعليم وتعزيز حماية الجهاز التنفسي للمساعدة في منع الأطفال من الإصابة بالفيروسات التنفسية ونشرها، مثل الإنفلونزا وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي وفيروس سارس-كوف-2 (الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19).
يجب تغطية الفم والأنف بمنديل عند السعال أو العطس ورمي المناديل المستخدمة في سلة المهملات بعد الاستخدام، إذا لم يتوفر منديل، يمكن تذكير الطلاب والموظفين بالعطس في الكوع وليس اليدين، ويجب غسل اليدين فورًا بعد السعال أو العطس.
إن البقاء على اطلاع دائم بالتطعيمات واللقاحات الموصى بها أمر ضروري للوقاية من المرض ومنع انتشار العدوى، يمكن للمدارس وأقسام الصحة المساعدة في تعزيز الوصول إلى التطعيمات الروتينية والسنوية، بما في ذلك الإنفلونزا وكوفيد-19، للموظفين والطلاب بعدة طرق:
إذا أعجبك ما قرأته للتو؛ فتابعي تطبيق الملكة على Instagram Facebook Twitter لتصلك أحدث المقالات والتحديثات!
من الأم إلى الصديقة: كيف تتحول علاقة الأم وابنتها إلى صداقة متينة
ترتبط الأم ارتباطًا وثيقًا ببناتها وتنشأ بينهن علاقة خاصة، فالأم هي المدرسة والمعلمة الأولى التي تتعلم منها البنت كل شيء، وتكون
اكتشفي وزن الطفل الطبيعي لتطمئني على صحة طفلكِ
فيما يتعلق بالسمنة لدى الأطفال، ولكن لا يزال هناك الكثير من الأسئلة حول نوع البيانات التي يجب أخذها في الاعتبار عند تحديد وزن الطفل الطبيعي
تحصين الأطفال يحفظهم من كل شر! اكتشفي كيف تفعلي ذلك
يمكن للمسلم الدعاء بما يشاء من الأدعية الصحيحة التي يستعين بها لـ تحصين الأطفال والأحباء، ومن الأدعية التي يستأنس بها في ذلك