يساعد وضع قوانين المنزل للأطفال على إنشاء شكل محدد ومنظم للعائلة، وهي عبارة عن بيان محدد وواضح حول السلوكيات التي تتوقعيها من أطفالك، وتعمل هذه القوانين بشكل أفضل عندما يكون هناك اتفاق ومتابعة مستمرة لما يفعله الأطفال.
تساعد قوانين المنزل للأطفال على فهم السلوكيات المقبولة وغير المقبولة، ومع نمو الأطفال، سيكونون في مواقف يتعين عليهم فيها اتباع القوانين في المنزل وفي أماكن أخرى.
لكن لا تشعري بالإحباط لأنه من الطبيعي أن يخالف الأطفال القوانين في البداية، وهنا ستساعدك المتابعة المستمرة على فرض العقاب عند خرق القوانين لمساعدة طفلك على فهم أهمية القوانين بوضوح.
تذكري أن الأطفال الصغار أحيانًا يخالفون القوانين لأنهم ببساطة ينسون، أو لأنهم يختبرون رد فعلك عند تخطي الحدود، ولهذا يجب أن تكون ردودنا واحدة مهما كان سبب كسر القاعدة!
لكي تعمل قوانين المنزل للأطفال بشكل جيد، يحتاج الجميع إلى معرفة القوانين وفهمها واتباعها، ومن خلال القيام بذلك لن يرتبك الأطفال حول ما هو مقبول وما هو غير مقبول.
فمثلًا أنت تعلمين أن وقت الشاشة يجب أن يكون محدودًا للأطفال الصغار وتريدين أن يكون وقت العشاء وقتًا عائليًا، لذلك تقومين بتعيين قاعدة عائلية بعدم السماح بالشاشات أثناء وقت العشاء، لكن إذا قام فرد آخر بفحص هاتفه أثناء العشاء، قد يشعر طفلك بالارتباك!
لذلك سيكون سلوك طفلك أفضل إذا اتبع جميع أفراد الأسرة القوانين بنفس الطريقة، بما فيهم الآباء والأجداد، فلن يشعر الأطفال بالارتباك أو الظلم وبالتالي سيتبعون القوانين بكل هدوء.
من الجيد مراجعة قوانين المنزل للأطفال من وقت لآخر للتحقق من كيفية عملها، ويمكن أن تكون هذه أيضًا طريقة جيدة لتذكير الجميع بأهم القوانين، وستكون هناك أوقات تحتاج فيها قوانينك إلى التغيير، مع تقدم أطفالك في السن أو تغير وضع عائلتك.
فمثلًا يمكن تغيير وقت النوم لطفل في سن المدرسة أو سن المراهقة، أو إذا تغيرت ترتيبات عمل أحد الوالدين، فقد تضعي قوانين جديدة أو مختلفة حول المساعدة في الأعمال المنزلية.
يتمتع معظم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و4 سنوات بالمهارات اللغوية اللازمة لفهم القوانين البسيطة، ولكن في هذا العمر، من المرجح أن ينسى الأطفال القوانين أو يتجاهلونها، لذلك سيحتاجون إلى الدعم والتذكير باتباع القوانين.
وعندما يتعلق الأمر بالسلامة، فإن القوانين مهمة، ولكن من الأفضل عدم الاعتماد عليها للحفاظ على سلامة الأطفال، فمثلًا إذا كانت القاعدة هي "ابتعد عن الطريق"، فأنتِ لا تزالين بحاجة إلى مراقبة طفلك دائمًا بالقرب من الطرق.
قد يتذكر الأطفال من عمر 8 إلى 10 سنوات بعض القوانين المتعلقة بتنظيف الأسنان قبل النوم أو انتظار شخص بالغ قبل عبور الطريق، ولكن لا يمكنكِ الاعتماد عليهم في المواقف الكبيرة بعد.
القوانين لا تقل أهمية بالنسبة للمراهقين كما هي بالنسبة للأطفال الأصغر سنًا، حيث تمنح القوانين الواضحة المراهقين شعورًا بالأمان في وقت من حياتهم تتغير فيه أشياء أخرى كثيرة، ولم يفت الأوان أبدًا لإنشاء قوانين للمراهقين أو تعزيزها!
القوانين المتعلقة بالسلوك الآمن لها أهمية خاصة، وقد تتعلق هذه القوانين بتجنب الكحول والتدخين والمواعدة وما إلى ذلك مما يتعرض له المراهقون من أفكار سيئة عبر المواقع الإلكترونية أو حتى من أصدقاء السوء!
تقوم بعض العائلات بوضع القوانين الهامة، مثل "يجب إرسال رسالة نصية للوالدين عند استخدام وسائل النقل العام ليلًا".
ولكن للأسف يمكن أن تتوقعي بعض المعارضة للقوانين، حيث يبحث المراهقون عن المزيد من الاستقلالية خلال هذه الفترة من حياتهم، لذلك في هذا العمر، يمكن أن يساعد تغيير الكلمة من "القوانين" إلى "التوقعات" على الشعور بأن المراهق يتم توجيهه وليس التحكم فيه، وهذا قد يشجعه على اتباع القوانين.
في العائلات التي لديها أطفال ذوي احتياجات إضافية، ترسل قوانين المنزل للأطفال رسالة مفادها أن الجميع متساوون! فمثلًا إذا كانت قاعدة عائلتك هي أن تتحدثوا جميعًا بشكل جيد مع بعضكم البعض، فيجب أن يتبع طفلك ذو الاحتياجات الإضافية هذه القاعدة تمامًا مثل أطفالك الآخرين.
ومثل جميع الأطفال، قد يحتاج الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة أحيانًا إلى المساعدة في فهم القوانين وتذكرها، لذلك تحملي قليلًا ولا تشعري بالملل أو الإحباط لأن النتيجة حقًا مبهرة ملكتي!
تساعد قوانين المنزل للأطفال في إنشاء هيكل محدد للأسرة لأن الأطفال يعرفون ما هي السلوكيات المقبولة والسلوكيات غير المقبولة، وفيما يلي خطوات إنشاء قوانين المنزل للأطفال:
يمكن للأطفال الصغار ومرحلة ما قبل المدرسة أن يتعلموا ويتذكروا قاعدتين أو ثلاث فقط في وقت واحد، لذلك حاولي البدء بقاعدة واحدة لمنح الأطفال فرصة لمعرفة كيفية عمل القوانين العائلية قبل إضافة قوانين أخرى.
يجب أن تكون قوانين الأسرة أيضًا واقعية وتناسب عمر طفلك، ويجب تجنب القوانين الغامضة، مثل "كن جيدًا" حيث أنها تتضمن العديد من الأشياء المختلفة وقد يصعب على الطفل فهمها.
هناك قواعد أكثر تحديدًا؛ مثل: "تحدث مع الآخرين بالطريقة التي تريدهم أن يتحدثوا بها معك"، كما يجب ذكر السلوكيات غير المقبولة كقاعدة واضحة وملموسة، مثل "يجب عليكِ عدم إيذاء الآخرين بأي طريقة".
ومن المهم أيضًا ذكر السلوك المقبول أو المرغوب فيه مباشرةً بعد القاعدة حتى يعرف طفلك السلوك الذي تتوقعيه منه، فمثلًا إذا قلت لطفلك، "لا تؤذي الآخرين"، يمكنك متابعة ذلك بـ"عليك أن لاتؤذي أحد بيديك أو قدميك".
تحققي من فهم طفلك من خلال جعله يكرر القاعدة بطريقته الخاصة، وبالنسبة للأطفال الصغار ومرحلة ما قبل المدرسة، قد تحتاجين إلى مساعدتهم على فهم ما تعنيه بعض الكلمات في القاعدة.
فمثلًا إذا كانت القاعدة هي "عدم إيذاء الآخرين"، فقد تحتاجين إلى وصف معنى كلمة "إيذاء"، وهي عندما يضرب طفل شخصًا ما أو يعضه أو يركله، قولي له: "الضرب يؤلم، والقاعدة هي ألا تؤذي ولا تؤلم أحد!".
يحتاج الأطفال الصغار ومرحلة ما قبل المدرسة إلى تذكير متكرر حول القوانين، يمكن تكرار القوانين كثيرًا أو وضع منبهات مثل مخططات القوانين، في أماكن يمكن للجميع رؤيتها، مثل باب الثلاجة أو باب آخر يستخدمه الجميع.
يجب أن يحتوي مخطط قوانين الأسرة على عمودين على الأقل؛ القوانين والعواقب المترتبة على انتهاك القوانين، ويمكن استخدام الصور أو الإشارات المرئية على الرسوم البيانية للأطفال الصغار ومرحلة ما قبل المدرسة لأنهم لا يستطيعون القراءة.
يتطلع الأطفال الصغار إلى والديهم ليتعلموا كيفية التصرف، فإذا كنتِ تحترمين الآخرين وتستمعين إليهم، فبهذه الطريقة ستقومين بتعليم طفلك الاستماع إلى البالغين.
وعندما تلاحظي أن طفلك يتبع القوانين، يمكنك الثناء عليه ليعرف بالضبط ما فعله وأعجبك، ويجب أن يتم الثناء بمجرد ملاحظة سلوك طفلك، كما يجب الإكثار من الثناء عند إنشاء قاعدة جديدة لمساعدة طفلك على التعود على هذا السلوك المتوقع الجديد.
عندما يتم تطبيق قوانين الأسرة دائمًا، سيكون سلوك طفلك وعلاقته بك أفضل، لذلك يجب أن تكون عواقب خرق أو تجاهل قوانين الأسرة واضحة للوالد والطفل! وأن يتم تضمينها في مخطط القوانين كتذكير بما يمكن توقعه، وينبغي تنفيذ عواقب خرق قوانين المنزل للأطفال على الفور.
والآن ملكتي أخبرينا، هل قمتِ بوضع قوانين المنزل للأطفال من قبل؟ وإذا لم تفعلي؛ فهل أعجبتكِ الفكرة؟ وهل ستستخدمي المعلومات المذكورة في مقال اليوم لتطبيقها؟ شاركينا في التعليقات!
أطفالنا ليسوا فئران تجارب، فلا تجازفي باستخدام أساليب خاطئة!
كل ام لديها تلك اللحظات حيث أنها قد تفقد رباطة جأشها مع الاطفال، وقد تشعر انها مقصرة في لحظة من الإحباط أو الارتباك.
طرق بسيطة لتربية الطفل على الرحمة واللطف مع الآخرين
إن تربية الأطفال أن يكونوا طيبين ورحماء في عالمنا اليوم حيث يرون العنف في كل مكان، يجعل من المهم جدًا غرس الرحمة واللطف فيهم
متى يبدأ صوم رمضان للاطفال ؟ وكيف نشجعهم ؟
بالطبع تتسائلين ملكتي مع بداية شهر رمضان الكريم، متى يجب أن يبدأ صوم رمضان للاطفال ؟ وكيف اشجعهم على الصيام ؟ لا شك أن الصيام، والإفطار