سواء أحببنا ذلك أم لا، فهناك أوقات نفقد فيها رباطة جأشنا مع الأطفال وخاصةً الطفل الغاضب، فبين الحين والآخر نشعر بالانزعاج والغضب والإحباط والإرهاق من التعامل مع الطفل الغاضب، أو ما يبدو أنه صراع لا نهاية له.
بينما نعرف بشكل أفضل كيفية الرد بطريقة هادئة وعدم تأثرنا بمشاعرهم، ما زلنا نقع في الفخ أحيانًا في حرارة اللحظة، ويبدأ بعض الآباء بالصراخ والبعض الآخر يستخدم العلاج الصامت، لكن للأسف؛ كلا الطريقتين ليستا الحل!
عندما تجدي نفسك تفقدين أعصابك مع الطفل الغاضب، مهما كان السبب، حاولي التعرف على هذه المشاعر واكتشافها في أسرع وقت ممكن، وكوني على دراية بالمحفزات التي تغذي غضبك، ثم ارجعي خطوة للوراء وتوقفي قليلًا واهدأي أولًا.
اخرجي من الموقف لمدة دقيقة واحدة، ولاحظي الآن وضعك من مسافة بعيدة كما لو كنت تنظرين إلى نفسك وطفلك من مسافة بعيدة وانتبهي لما يجري. ماذا تلاحظين؟ ماذا ستقولين لنفسك وأنت تقفين هناك تتجادلين مع الاطفال، وما هي النصيحة الجيدة والحكيمة التي توصي بها؟
بين التحفيز والاستجابة، هناك مساحة تكمن فيها حريتنا وقوتنا لاختيار استجابتنا، وفي استجابتنا تكمن سعادتنا!
اعلمي أنه ليس عليك الرد على الطفل الغاضب على الفور، خذي لحظة، وكوني صامتة، وتنفسي بعمق، واستعيدي الهدوء وفكري في الموقف بعقل صافٍ وجديد، ويمكن أن يؤدي تأخير ردك إلى إحداث فرق كبير في الموقف.
قبل أن تتوصلي إلى استنتاجك توقفي لحظة لتستمعي حقًا إلى الطفل الغاضب باهتمام كامل، واسأليه عما إذا كان يمكنه شرح مخاوفه، وما الذي يود تغييره، وما يعتقد يمكن أن يساعد في تحسين الأمور، فقط استمعي قبل أن تتحدثي.
بمجرد أن تكوني مستعدة للرد حاولي إجراء محادثة سلمية وبناءة ومتفهمة وتجنبي أي سخرية، فما ترسلين لطفلك سيعود إليك، فتحدثي بشكل مقنع، ولكن حافظي على هدوئك.
عندما يكون الاطفال غاضبين، حزينين، محبطين ويصرخون بمشاعرهم، فلا تعتمدي هذه المشاعر ولا تطلقي النار عليهم وحاولي تبرير مشاكلهم مثل الكبار، إنه قد لا يعمل معهم ولن يعمل من أجلك أيضًا.
يجب ألا تتأثري بعواطفهم الغاضبة، وإذا حدث موقف يثير مشاعرك، فيمكنك الإستعاذة بالله داخليًا والقول لنفسك "أنا باردة" أو أي شيء آخر يجعلكِ هادئة.
فأنتِ لديك مجموعة من المشاعر الجميلة والهادئة، حافظي عليها وابقي هادئة، وإذا واصلتِ الاستجابة بأكثر الطرق هدوءًا، فستلاحظي تغييرًا في سلوك الأطفال بسرعة كبيرة.
تحدثي وفكري مع الأطفال في حل يمكن أن يعمل لكل من يشارك في النقاش، فكري خارج الصندوق وكوني مبدعًة، ودعي أطفالك يفكرون في الأمر، وتوصلي إلى حل حيث يمكن للجميع أن يجدوا أنفسهم فيه وأن يكونوا راضين عنه.
خلال النهار هناك لحظات ينخفض فيها مستوى الطاقة لديك، هذا هو الوقت الذي ينشأ فيه الغضب والانفعالات بسرعة، لذلك كوني على علم بذلك وتأكدي من تناول ما يكفي من الأطعمة الصحية وشرب الماء طوال اليوم للحفاظ على نشاطك وتوازنك، كما أن التمارين الرياضية المنتظمة تبقيكِ حيوية.
اقضِ بعض الوقت مع أطفالك، والعبي معهم، وافعلي شيئًا مختلفًا أو صعبًا مع أطفالك واخرجي من الروتين وافعلي شيئًا مثيرًا، وتحدثي معهم واستمعي إليهم، واعرفي ما الذي يجعلهم مستيقظين في الليل؟ وما هي مخاوفهم؟ وما الذي يحبونه في الحياة وما هي آمالهم وأمانيهم وأحلامهم؟ تفاعلي معهم.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مثالًا في الالتزام الأخلاقي والانضباط السلوكي والاتزان النفسي رغم أنه بشر وتنتابه كغيره من الناس حالات من الفرح والسرور، والحزن والضيق، والرضا والسكينة، والغضب والغيظ، ومن أبرز ما علمنا إياه رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه محاولة السيطرة على النفس عند الغضب، وكانت توجيهاته دائما لصحابته الكرام ولعموم المسلمين: لا تغضب.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم وجهنا هنا إلى التحلي ببعض الصفات الكريمة ومواجهة مشاعر الغضب ببعض السلوكيات ومن بينها الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم والوضوء عند الغضب، فاسعيذي بالله ولا تغضبي.
إذا أعجبك ما قرأته للتو؛ فتابعي تطبيق الملكة على Instagram Facebook Twitter لتصلك أحدث المقالات والتحديثات!
ما الآثار النفسية للطفل عند مشاهدة الوالدين أثناء العلاقة الحميمة
كيف أتعامل معه وأجعله ينسى هذا الموقف؟" وتتساءل عن التأثير النفسي الذي تسببه مشاهدة الطفل لوالديه أثناء العلاقة الحميمة
التحرش الجنسي بالأطفال: الصمت لم يعد خيارًا
يركز هذا المقال بشكل خاص على التحرش الجنسي بالأطفال وعلامات التحذير من احتمال حدوث هذه الجريمة
هل يضايقك تدخل الأقارب في تربية الابناء؟ إليكِ الحل
يتوق العديد من الآباء إلى مشاركة تجاربهم المألوفة في تربية الابناء عندما يرون طفلًا آخر يتصرف على نحو غير لائق