ترتبط الأم ارتباطًا وثيقًا ببناتها وتنشأ بينهن علاقة خاصة، فالأم هي المدرسة والمعلمة الأولى التي تتعلم منها البنت كل شيء وتكون مصدر تكوين شخصيتها وسلوكياتها، وغالبًا ما تكون البنت صورة مطابقة تمامًا لأمها!
لكن قد نلاحظ أن بعض التغيرات التي تطرأ على علاقة الأم بابنتها تجعل الأم حاسمة وتحكم على البنت دون سماع رأيها وأو مشاركتها وأحيانًا تتعدى أمور التفاهم إلى أسلوب العنف لتنفيذ آراء الأم، ويكون التفسير الواضح دائمًا هو دافع الحرص والخوف على الإبنة، لكن هذه التصرفات قد تؤدي إلى قسوة القلب في بعض الأحيان وإصابة بعض الفتيات بعقد نفسية وإحساس بالنقص وضعف الشخصية، فضلًا عن إقامة حاجز نفسي بين البنت والأم!
تعد علاقة الأم وابنتها من أجمل علاقات الكون وتمثل الأم الصدر الحنون والقلب الدافىء والصديقة المخلصة الناصحة في هذه العلاقة، إنها علاقة طبيعية وفطرية وفي حالة ابتعاد طرف عن الآخر تتحطم العلاقة السوية ويخشى كل طرف الاقتراب من الآخر وتنقطع حبال المحبة ووسائل الاتصال وتلجأ البنت في هذه الحالة إلى إحدى صديقتها للحوار والتعايش معها، وتكمن الخطورة هنا في شخصية الصديقة ومدى صدقها واعتدالها وأسلوب تربيتها!
لذلك يجب التشديد على أهمية قوة ومتانة العلاقة بين الأم وابنتها وكيف أنه من الضروري تقوية أركان هذه العلاقة وتدعيمها لعلاج أى مشكلة طارئة، لتكون البنت في مأمن من آراء قرينات السوء اللاتي لا يبذلن جهدًا لاحتواء فتاة بعيدة عن نصائح أمها! ويجب على الفتاة الثقة الكاملة في آراء ونصائح والدتها ومعرفة أن الأمنية الوحيدة لأمها هي أن تكون ابنتها بخير وسعيدة وآمنة من كل سوء.
ولا يجب أن تنسى الفتاة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أوصى ببر الوالدين وخاصةً بر الأم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، مَنْ أحقُّ الناس بِحُسن صَحَابَتِي؟ قال: «أمك» قال: ثم مَنْ ؟ قال: «أمك»، قال: ثم مَنْ؟ قال: «أمك»، قال: ثم مَنْ؟ قال: «أبوك». متفق عليه.
كما أن صداقة الأم لابنتها خصوصًا أثناء مرور البنت بـ مرحلة المراهقة هو أمر هام وحيوي لأن وجود الأم بجانب ابنتها ومصاحبتها خطوة بخطوة والتحدث معها بشأن مشكلاتها وخصوصياتها سيحولها إلى صديقة مقربة لها وستشعر الفتاة بالإهتمام والحب يغمرها!
يعتبر ضعف التواصل من التحديات الشائعة التي تواجهها الأم والابنة، وذلك لأنه المصدر الأساسي لسوء الفهم أو على الأقل البعد بين الأم وابنتها، وأحيانًا قد تتواصلان بشكل جاف وقاسٍ مما يسبب جرحًا في المشاعر لا يزول بسهولة مع الوقت، لذا يجب أن تكونا واضحتين في التعبير عن المشاعر لمنع أي التباس أو استنتاج خاطئ، وإذا شعرت أي منكما بالجرح فيجب عليها التحدث بطريقة عاطفية وهادئة بعيدة عن القسوة.
قد تطلب الأم أو الفتاة إدخال طرف ثالث لحل المشكلة، ومن الممكن أن يكون هذا الطرف هو الأب، أو الخال، أو الخالة، أو الإخوة أو حتى زوج الإبنة، فتشير الإبنة للآخرين بأن الأم تدفعها للجنون، أو تقول الأم إن الابنة لا تستمع لها، فيقوم الطرف الثالث بالانحياز لأحدهما وإبداء وجهة نظر على إحداهما مما يزيد المشكلة.
الاستماع النشط هو أن يستمع الشخص لما يقال له ويعلم الطرف الآخر بأنه تم الاستماع لما قاله، لذلك ملكتي في المرة القادمة التي تستمعين فيها إلى أمك أو ابنتك أعيدي كلامها وأوضحي لها أنك استمعتِ لما قالته، حتى تعلم أنك انتبهت وفهمت قصدها، ومن المهم الاستماع للجمل التي تشير للمشاعر، فهي التي تحمل الرسالة الأساسية والحقيقية للمشكلة.
يعتقد الكثيرون أن الطريقة الوحيدة أو الأفضل لتحسين العلاقة هي تغيير أو تعديل الشخص الآخر، لكننا لا نملك حق التسلط وتغيير الآخرين، بل يمكننا تغيير وتعديل أنفسنا فقط! لذلك غيري ردود أفعالك وطريقة تعاملك مع ابنتك وستجدين أنها ستتغير كذلك.
تعلمي أن تنظري إلى الأمور والمواقف من وجهة نظر شاملة لا تقتصر على وجهة نظرك فقط! فمثلًا تذكري أن أمك امرأة لديها مشاعر وذكريات وأنها عاشت في جيل وزمان مختلفين عنك، وتربت في أسرة لها معتقدات مختلفة وقد تكون حياتها صعبة، لذلك يجب أن تفهمي وجهة نظرها ومصدر تصرفاتها وتتعاطفي مع مشاعرها، وإن امكنك أوجدي حلولًا وسطية تعجبكما أنتما الاثنتين.
تعتقد الإبنة أن الأم ستكون حاضرة دائمًا في أي وقت لدعمها ومساعدتها وتوفير الرعاية متى ما احتاجتها، ولكن هذه الفكرة غير واقعية! أما الأم فتتوقع أن تقوم الابنة بالتفرغ لرعايتها بعدما كبرت مثلما رعتها وهي طفلة، ولكن هذا أيضًا تفكير غير واقعي، لذلك يجب أن يكون التفكير والتوقع واقعيًا من الطرفين حتى لا تشعر إحداهن بخيبة الأمل.
عدم حل الخلافات بسرعة قد يؤدي إلى عواقب سيئة وآثار غير متوقعة، فإن لم تتعاملي مع والدتك أو ابنتك بشكل سريع لحل الخلافات، سيتفاقم الامر ويخلق حاجزًا يعيق تحسن علاقتكما مستقبلًا، لذلك بدلًا من أن تكوني ممن لا يستسلم أبدًا في النزاع كوني أول من يرفع الراية البيضاء ويطلب العفو والصلح.
متى تقلقين بشأن تأخر النطق وتطور اللغة عند طفلك الصغير؟
يمكن أن تساعد معرفة القليل عن تطور الكلام واللغة الآباء على معرفة ما إذا كان هناك سبب للقلق، فالوقاية خير من العلاج.
اكشفي أهمية الحضن الدافئ لطفلك وكيف يجعله قويًا في المستقبل
لا يقتصر دور الحضن الدافئ على نمو دماغ الأطفال ونموهم الجسدي فحسب، بل إنه يدعم أيضا نموهم العاطفي، فهم لا يزالون يتعلمو
كيف تؤثر دهون الترانس على صحة القلب والجهاز الهضمي للطفل؟
توجد دهون التراتس (الدهون المتحولة) في شكلين: طبيعي.. والذي يوجد في بعض المنتجات الحيوانية ولا يعتبر ضارًا على الصحة العامة.